الاثنين، 23 مارس 2009

في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد يسن

الشيخ أحمد ياسين (1936-2004م)  

الشيخ أحمد ياسينولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تُسمَّى جورة عسقلان في يونيو/ حزيران 1936م، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية. مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات.

 

عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة عام 1948م، وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عامًا، وخرج منها بدرسٍ أثّر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعدُ، مؤدّاه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم - بعد الله - عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير، سواءٌ كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي.

 

ويتحدث الشيخ ياسين عن تلك الحقبة فيقول: "لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحُجَّة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هُزمت هُزِمنا، وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث".

 

شلله وعمله في التدريس

في السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثّرت في حياته كلها، فقد أصيب بكسرٍ في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952م، وبعد 45 يومًا من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس، اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة، وأنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958م، ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخلِهِ من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

 

نشاطه السياسي والاعتقال

كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965م اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية، والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954م، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قُرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود عَلاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان. وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثارًا مهمَّة لخصها بقوله: "إنها عمَّقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية".

 

تأسيس حركة حماس

اتفق الشيخ أحمد ياسين عام 1987م مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بُغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارًا باسم "حماس"، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.

 

الإقامة الجبرية

وبسبب اختلاف سياسة حماس عن السلطة كثيرًا ما كانت تلجأ السلطة للضغط على حماس، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ أحمد ياسين الإقامة الجبرية، مع إقرارها بأهميته للمقاومة الفلسطينية وللحياة السياسية الفلسطينية.

 

الاستشهاد

بعد محاولات فاشلة لاغتياله في 6 سبتمبر/ أيلول 2003م لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ، وبعد صلاة الفجر وهو خارج من صلاته تم قصف الشيخ المقعد على كرسيٍّ متحرك بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي في يوم 22/3/2004م، تاركًا خلفه جيلاً من المناضلين تربَّوْا على حُبِّ الشهادة في سبيل الله.